مصرع 8 في اصطدام عبارتين في النيل بمصر

لقي 8 مواطنين مصريون مصرعهم، وأصيب 6 آخرون، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين إثر غرق عبارة ركاب في نهر النيل الجمعة 4-12-2009 أمام مدينة رشيد بمحافظة البحيرة شمال مصر (175 كيلومترا شمال غرب العاصمة القاهرة) بعد اصطدامها بأخرى، فيما رجحت مصادر رسمية وشهود عيان زيادة الحمولة كسبب لوقوع الحادث.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن الحادث وقع على بعد 20 مترا من مرسى مدينة رشيد بمحافظة البحيرة الساحلية في دلتا النيل، مما نتج عنه كسر وإعطاب إحدى العبارتين وانقلاب الأخرى، وكلا العبارتين ملكية خاصة.

ونقلت وكالة (رويترز) للأنباء عن ركاب ناجين قولهم إن العبارة الغارقة كانت قادمة من مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وأنها غرقت بعدما اصطدمت بعبارة أخرى قادمة من مدينة رشيد، بما أدى إلى سقوط ركاب العبارتين في الماء، وعددهم المرجح حوالي مائتي راكب.




وذكرت مصادر طبية مصرية أن ستة ركاب نقلوا إلى المستشفى العام في مدينة رشيد لعلاجهم من إصابات مختلفة.

وبعد أربع ساعات من وقوع الحادث قال مصدر أمني مصري إن الناجين بلغ عددهم اثني عشر شخصا، فيما ذكر شهود العيان أن فرقا للإنقاذ النهري تبحث عن جثث أو ناجين في فرع رشيد (أحد فرعي نهر النيل) حيث وقع الحادث، بمشاركة الأهالي الذين هرعوا إلى مكان الحادث على متن زوارق وعبارات أخرى، مع صعوبة البحث لهبوط الظلام ووصول عرض النهر في هذه المنطقة إلى نحو 50 مترا، والمياه فيها عميقة.

وذكر شهود العيان أن آلاف السكان من محافظة البحيرة وقفوا على شاطئ النيل المقابل لمكان الحادث في انتظار ظهور جثث على سطح الماء أو مساعدة ناجين محتملين من الحادث.

وقدر شهود عيان في مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ عدد المفقودين بنحو خمسين شخصا، بينما قدرت مصادر في الإسعاف ومصادر أمنية العدد بنحو ثمانين شخصا.

وذكر شهود العيان أن إحدى المعديتين كانت تقل حمولة أكبر من طاقتها بسبب حفل زفاف كان يقام على الجانب الآخر لفرع النيل الغربي (رشيد) بكفر الشيخ، بما أدى إلى بطء حركتها، وصعوبة مناورتها للمعدية الأخرى التي اعترضت طريقها.

وصرح اللواء محمد شعراوي، محافظ البحيرة، أن كلا العبارتين تحمل لوحة "رحلات"، واصطدمتا على بعد 22 مترا من ميناء رشيد، وتحديدا أمام نادي رشيد الرياضي، مما أدى إلى حدوث كسر بإحداهما وغرق الأخرى بسبب الحمولة الزائدة، بحسب ما نقلته عنه "اليوم السابع".

وأضاف شعراوي أن العبارتين تستخدمان في نقل الركاب بين ضفتي فرع النيل برشيد، وقد تسبب الحادث في غرق 8 أفراد لم يتم انتشال جثثهم حتى الآن، وإصابة 6 أفراد آخرين تم نقلهم إلى مستشفى رشيد المركزي لتلقي العلاج، في حصيلة غير نهائية للضحايا.

وشهدت مصر في السنوات الأخيرة العديد من حوادث النقل، كان أبرزها على مستوى قطاع النقل البحري كارثة غرق العبارة "السلام- 98" في فبراير 2006، وأدت إلى مقتل حوالي 1033 شخص.

كما شهدت مصر عدة حوادث قطارات، أبرزها تلك التي وقعت في مدينة العياط في فبراير عام 2002، وعرفت بحادثة قطار الصعيد، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة وخمسين شخصا، واعتبرت الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية في العالم، كما شهدت ذات المدينة في أكتوبر الماضي حادثة تصادم قطارين أدت إلى مصرع 25 وإصابة 55 آخرين، وكان من تبعاتها استقالة وزير النقل المصري محمد منصور.