وماذا بعد رمضان .....؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوانى ...وأخواتى
بالأمس القريب كنّانستطلع هلال شهر رمضان ..
واليوم ..ها نحن قد ودعنا رمضان ...
ومابين الاستقبال والوداع عشنا فى رحاب القرآن واستشعرنالذةالتقوى وقيمةالصبر ومجاهدة النفس ... وندعو الله العلى القدير أن يكتب لناجميعاالقبول والرحمة والمغفرة والعتق من النار .
والأن ونحن نستقبل أول أيام عيد الفطر المبارك : هل سأل أحد منّا نفسه ماذا جنينا من ثمار هذا الشهر اليانعة , وظلال بركاته الوارفه ؟!
كم من صحائف بُيّّضت ، وكم من رقاب عُتِقت ، وكم حسنات كُتبت
هل سأل أحد منا نفسه فى أى الفريقين سيكون ؟
هل كان من المقبولين فنهنيه أم من المطرودين - والعياذ بالله - فنعزيه ...!!!؟
لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء .
كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم : أقبل الله منه ذلك أم رده عليه .
يعيشون بين الخوف و الرجاء.
هذا هو حال سلف أمتنا تُرى أى حال أصبح حالنا اليوم ؟
إن صلاتنا ليست كصلاتهم، و لا صيامنا مثل صومهم ، ولا صدقتنا مثل صدقتهم ، و لا ذكرنا مثل ذكرهم ؟
لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .
و أحدنا يعمل العمل القليل و لا يتقنه ولا يحسنه ، ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول و الجنة .


هل تحققنافعلا بالتقوى ... وتخرجنا من مدرسه رمضان بشهادة المتقين ؟!
هل تعلمنا فيه الصبر عن المعصية والمصابرة على الطاعة ؟!
هل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟!
أم غلبتنا العادات والتقاليد فعُدْنا إلى سابق عهدنا ؟
أكثر من علامة إستفهام تفرض نفسها على قلب كل مُسلم صادق .. يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة .. ماذا استفدت من رمضان ؟
إخوتى... وأحبتى
إن كنتم ممن أستفاد من رمضان ... وتحققت فيكم صفات المتقين ... !
فصُمتم حقاً ... وقُمتم صدقاً ...
وسددتم ...وقاربتم ...وجاهدتم أنفسكم حتى انتصرتم عليها !!
فأحمدوا الله وأشكروه وأسألوه الثبات على ذلك حتى الممات .
وإياكم والنكوص أوالرجوع الى ما كنتم عليه فى سابق عهدكم من المعاصي والفسوق , وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان ..كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ...!!!؟
فبعد أن تمتعتم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ... تلقون بأيديكم إلى جحيم التّّفَلّت وارتكاب المعاصي !!
فبئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ..!!
.. وما هكذا نودع الشهر المبارك ونشكر الله علىّ بلوغ صيامه والقدرة على قيامه , بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها .
وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله لأن الصائم حقيقة .. يفرح يوم فطره ويحمد ويشكر ربه على أتمام الصيام .. ومع ذلك يبكي خوفاً من ألا يتقبل الله منه صيامه .
فإن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمة القبول.
لقد كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول .
وإذا علم العبد أن كثيراً من الأعمال ترد على صاحبها لأسباب كثيرة كان أهم ما يهمه معرفة أسباب القبول ، فإذا وجدها في نفسه فليحمد الله ، وليعمل على الثبات على الاستمرار عليها ، وإن لم يجدها فليكن أول اهتمامه من الآن: العمل بها بجد وإخلاص لله تعالى.